فترة الخطبة مرحلة هامة في حياة كل شاب وفتاة، إذ يتم على ضوئها تحديد الاستمرار في مشروع الزواج أو العدول عنه.. فما هي أهمية هذه المرحلة؟ وما هو الطريق إلى السعادة الزوجية؟ إن الغرض الأساسي لفترة الخطبة هو دراسة الطرفين لبعضهما البعض بدقة.. لذا فإن أساس العلاقة في هذه المرحلة يجب أن يكون البساطة والصراحة.
ويقول د. جون كوندري أستاذ تنمية القدرات الانسانية والعلاقات الأسرية بجامعة كورنيل الأمريكية: من أجل إنجاح فترة الخطوبة وتحقيق الغرض المنشود منها، يجب على كل طرف مصارحة شريكه بعيوبه وكذلك مميزات شخصيته والصفات التي لديه استعداد لاكتسابها من أجل إسعاد شريكه. فإذا استطاع الخطيبان الاتفاق على مثل هذه العيوب يمكن التغاضي عنها أو إصلاحها وأمكن التنبؤ بزواج موفق.
ويضيف د. كوندري بأنه مما يولد الحسرة والألم بعد الزواج اكتشاف أحد الطرفين أن شريكه قد خدعه خلال فترة الخطبة سواء من أي من النواحي المادية أو المعنوية وأن مثل هذا الشعور كفيل بتدمير السعادة الزوجية، كذلك يجب على الخطيبين أن يناقشا بصراحة ووضوح كافة ما يتعلق بأمور حياتهما المقبلة دون حرج أو حساسية أو تكلف.
ويقول ان الخطبة السعيدة بمثابة رصيد عاطفي للمستقبل عندما تزيد المسؤوليات الجديدة على كثير من الجوانب الرومانسية في الحياة، وتبدأ مظاهر الحب بين الزوجين تتجلى في صور جديدة مثل المساعدة في إطعام الصغير أو إعداد الوجبات، وحتى يتسنى ذلك للخطيبين ينصح الأهل بعدم التدخل بصورة مكثفة في حياتهما.. وذلك حتى لا يجدا نفسيهما وقد سرقهما الوقت في بيت واحد ولا يعرف كل منهما عن أسرار شخصية الآخر إلا القليل..
ويقول أنه من واقع أبحاثه الميدانية ودراساته، فإن عدم اكتراث الشباب بأهمية فترة الخطبة كمرحلة تستهدف التفاهم والتقارب في المقام الأول والنظر إليها على أنها أيام وردية مفعمة بالعاطفة هو السبب في فشل عدد كبير من الزيجات.. إلا أنه يحذر في نفس الوقت من أن أحكام فترة الخطبة في معظم الأحيان تكون انفعالية بدرجة كبيرة مما يوجب ضرورة عادة النظر فيها مرة أخرى قبل اتخاذ قرار بالزواج.
بشرط أن لا تكون الأحكام التي يعاد النظر فيها تتعلق بالسلوك والتفكير والتصرف العام. لأن ذلك يعد أساس التعامل في كافة المواقف فيما بعد، وفي نفس الوقت يحذر من المغامرة بالزواج بدون فترة خطبة معقولة مهما كانت الأسباب.