موضوع: متى يكون الحب خطيئة,وما العلاج ؟ 1 السبت فبراير 14, 2009 4:46 pm
بقلم . أ. مريم الإحيدب .
الحب تلك المشاعر العذبة التي أوجدها الله في قلوبنا لننعم في هذه الدنيا بتلك الرحمة من الله سبحانه لعباده ليتعارف الناس بها ويتراحموا،المحبة نعمة عظيمة لا يحس بها إلا من عرفها حق المعرفة؛بل إن كمال الإيمان يكون بها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه } رواه البخاري ، يقول أحدا لشعراء : الحب في الأرض بعض من تصورنا لو لم نجده عليها لاخترعناه
والحديث عن المحبة طويل فديننا دين الوسطية لم يأمرنا بكبت المشاعر فتحدث الأمراض النفسية، ولم يأمرنا بقتلها فنكون بلا قلوب قساة جفاة ، ولم يجعلها الله مطلقة تتحكم فيها الأهواء والشيطان؛ بل قيدها بضوابط وجعل لها إطار لا تحيد عنه ، إذاً الحب أمر فطري غريزي يولد الإنسان مزودا به وهو من أكثر الكلمات تداولاً على اللسان ويحتاجها الكل ، نردد دائما أحب ذلك اللباس أحب هذا الأكل ، الحب يعني ذوبان الحواجز بين المتحابين ، حتى الأسماء التي يرمز بها في الكتابات تحمل معاني الحب مثل أسيرة الحب ، مودة ، صديقة الأمل ، كلها معاني تشير إلى الحب حتى الشعارات المكتوبة على الجدران تشير إلى الحب،الحب أيضا يزيل الاختلافات ، ويقرب القلوب ، بالحب يتغير السلوك من السلبي إلى الايجابي ، وكم شخص منحرف عندما صاحب صالحاً وأحبه تغير سلوكه إلى الأصلح ، إذاً مشكلتنا ليست في وجود الحب، وإنما في التعبير عن الحب والبوح به، مشكلتنا كيف نوجه هذا الحب وكيف نعبر عنه, ولمن ,ومتى يكون حبا شريفا يرضي الله جل وعلا ؟
ظلم الناس الحب لما جعلوه بين المحبين فقط!!وللأسف إن وسائل الأعلام شوهت صورته بدليل ذاك السؤال الذي وزع على شريحة من المجتمع مختلفة الأصناف كلها تعني أن مفهوم الحب حسب تصورهم بين المحبين فقط (الحب المحرم) فكان هذا السؤال : اكتبي مفهوم الحب لديك!!،وكانت الإجابات المختلفة للطالبات :
* الحب المعاملة الحسنة للإنسان وليس مذلته وأهانته. *الحب تضحية للشخص الذي أحبه، وأفعل له كل شيء يريده، وأفكر فيه طول الليل، ولا أتركه مهما صار. * الحب مشاعر جميلة نكنها لشخص غالي، ولولا الحب لما استمرت الحياة. *الحب وهم فترة ويزول إلا حب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم .
يظهر من بعض الإجابات أنها من تأثيرات وسائل الإعلام، وهاهو الحب قد شوه بإظهاره بشكل مخزي ، مخجل عندما جعلته في حركات منزوعة الحياء،وصورته في لقاء منعزل منفرد في الخفاء، إذ صورت وسائل الإعلام الحب أنه بين الرجل والمرأة ،صورته في صور هو مظلوم بها فظلمته لدرجة أنها أوقدت في هذا الجيل أن الحب إن لم يكن كذلك فليس بحب، إذاً الحب كلمة بريئة اغتالتها وسائل الإعلام ، ولوا ستعرضنا من أجاب بأنه لا حب هذه الأيام والإجابات الشبيه بذلك التي تشكو من الخيانة ،والظلم من الحبيب ؛لأنه حب غير نزيه كرهوا الحب وحذفوه من قاموس حياتهم ، فانعكس هذا الأمر على حياتهم الشخصية فأحسوا أن الحب غير موجود وإن وجد إنما لمصلحة شخصية ، فأحبوا الناس بظواهرهم وتركوا بواطنهم فانعكس على العلاقات الاجتماعية فأصبحت جفاء تام ، لا ينطق الأخ لأخيه بمعنى الحب فيخجل غالبية المجتمع من قول أني أحبك لأخيه؛ إذاً ينقصنا توجيه الحب الوجة السليمة .
في الغرب ؛ لأن الحب عندهم لا يأتي إلا لمصلحة عُدم في حياتهم ، فجعلوا له يوما يحتفلون به حتى احتفالهم هذا ؛لأنه على غير أسس أصبح التجار ينتظرون هذا اليوم ليس حباً فيه بل في ما يحقق من مكاسب؛ وللأسف لا نزال نجد ثلة من المسلمين تعظمه تقليدا وتبعية ؛ مع أن هذه الظاهرة قلت ولله الحمد كثيراً ؛ لأننا نحن المسلمين أيامنا كلها حب ولله الحمد فالدافع ليس مصلحة وإنما حب لله ، فمثلا أحب فلانا لأن فيه صفات يحبها الله لكنا نخجل دائما من إظهار تلك المحبة التي يرضاها الرحمن جل وعلا بفعل اغتيالها من قبل الإعلام القاتل، ولهذا لابد من عودة الحياة إلى هذه المفردة من جديد، ولابد من تعلم لغتها الجميلة التي تبعث الدفء في القلب ،ولا بد أن نردد دوما هذا المعنى أحبك أمي، أحبك أبي ،أحبك يا صديقي ،أحبك يا زوجي أحبك ِيا زوجتي رددها كم مرة على لسانك بينك وبين نفسك ، ثم قلها صريحة لهم تجدها أسهل بكثير، عبر لهم بكل معاني الحب وتغلب على نفسك واعد الحياة لهذه الكلمة البريئة الموؤدة المغتالة .
ضعي لوحة في المنزل تشمل الأذكار، والإعلانات، وتشمل معاني الحب لأهل بيتك ألم يوجهنا نبينا عليه الصلاة والسلام لتعلم لغة الحب، وأمرنا أن نخبر من نحب فقال صلى الله عليه وسلم : {إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه } حديث صحيح ، وألم يقل معلم الحب عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يا معاذ إني أحبك ؟ ولم يكن يخجل عليه السلام من ذكر حبه لعائشة رضي الله عنها ولا لخديجة رضي الله عنها عندما زارته عجوزاً فرحب بها أشد ترحيب، وتقول له عائشة رضي الله عنها : كيف ترحب بها هكذا؟ قال صلى الله عليه وسلم : إنها كانت تأتينا زمن خديجة ، ويعزم على وليمة صلى الله عليه وسلم فيقول :لا ، حتى تأتي عائشة، فلم يكن يخجل من البوح بالحب لأزواجه ، ولا لأصحابه رضوان الله عليهم، ومع ذلك فلا نطلق العنان للحب بلا ضوابط ، فلا بد من توجيه مشاعر الحب وضبطها، قال علي رضي الله عنه :{أحبب حبيبك هونا ما ، عسى أن يكون بغيضك يوما ما ، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما }.
متى يكون الحب خطيئة؟ وكيف يعالج إن خرج عن منهجه الصحيح؟ بعد طرح هذا السؤال(ما مفهوم الحب لديك) على عدد من الطالبات تبين الآتي: من الأخوات من تحب، أو تعشق واحداً مما يلي :
1- إما قريب لها كابن عم أو ابن خال أو جيران ونحوه. 2- مطربا أو ممثلا ومذيعا أو حتى عالما أو طالب علم. 3- صوره لشخص نكره أعجبت بصورته في صحيفة و نحوها. 4- فتاة من جنسها أعجبت بها فأحبتها إلى أن وصلت بحبها إلى العشق والإعجاب.