Special Night الاداره العامه
المساهمات : 144 تاريخ التسجيل : 14/01/2009
| موضوع: حكاية الشيخ زنكي...دافنينه سوا الأربعاء فبراير 25, 2009 3:44 pm | |
| بقلم: غازي ابوفرحة
يحكى أنه قد ضرب القحط ( المحل ) مناطق بالشام التي تعتمد في زراعتها على الأمطار ثلاث سنوات متتالية انحبس فيها المطر؛ فلم ينبت القمح والحبوب التي يعتاش عليها الإنسان ولم تنبت الأعشاب التي تعتاش عليها البهائم إلا بكميات قليلة جداً تتناسب مع المطر القليل الذي سقط عليها؛ فجاع الناس وهلكت البهائم. اجتمع شخصان من إحدى القرى الجائعة وأخذا يفكران: ماذا يصنعان كي يخرجا من هذه الأزمة ؟
فقال أحدهما للآخر: عندي حمار ( وهو جائع أيضاً )؛ نركبه أنا وإياك ( بالتبادل: مرة واحد يركب والآخر يمشي ) حتى يوصلنا إلى بلاد فيها خير ونأكل منها. وركبا الحمار ومشيا مسيرة يومين..... إلى أن مات الحمار..... فجلسا بجانبه يرتاحان بعد أن أعياهما التعب والجوع....... وناما قليلاً ثم نهضا ( أفاقهما الجوع ) وأخذا يفكران: ماذا يفعلان ؟ فراودت أحدهما فكره !!! وقال لصاحبه : ندفن هذا الحمار الميت ونقول : أنه ولي من أولياء الله الصالحين فنجذب إلينا الناس الذين يؤمنون بذلك فيساعدوننا ويقدمون إلينا الطعام الذي لم نذقه منذ مدة طويلة. وبالفعل قاما بقطع فرعين من إحدى الأشجار القريبة وأخذا يحفران قبرا ً للحمار وبعد أن حفرا القبر.... مددا فيه الحمار... وأخذا يهيلان التراب عليه أقبل عليهما رجال من أهل القرية المجاورة طرحوا عليهما السلام...... فردا التحية فسألوهما: ....ماذا تفعلان ؟ فأجهش الرجلان بالبكاء......وملأت الدموع وجهيهما المتعبين الجائعين ( اختلطت دموع لسع الجوع بدموع الفرح بنجاح الفكرة، وصارت الدموع كأنها تمثيل حقيقي؛ لحزنهما على الفقيد؛ مما ساعد على إنجاح الفكرة. ) وتجمع عليهما كثير من رجال القرية وبعد أن هدأهم رجال القرية...... توقفا عن البكاء.... بعد أن قدموا لهما الماء للشرب سألوهما عن الفقيد الذي دفناه...... فأجاباهم: هذا هو الشيخ زنكي...... ولي من أولياء الله الصالحين كان في البلدة الفلانية ..... وأوصانا أنه عندما يموت... أن لا ندفنه فيها لأن أهلها يعصون أوامر الله عز وجل وطلب منا أن ندفنه في قريتكم.......لأن أهلها صالحون وتقاة فحملناه على ظهورنا مسيرة يومين لندفنه في قريتكم حسب وصيته لقد تحملنا التعب والمشقة.... طلباً للأجر والثواب من الله عز وجل فقد كنا نقوم على خدمته في حياته. فأخذ أهل القرية يتسابقون فيما بينهم على إقامة الولائم لهما فقد كانوا يذبحون لهما كل يوم.. خروف... ، وأمنوا لهما المسكن في القرية وأخذ أهل القرية...يهبون الأوقاف للشيخ زنكي واحد يوقف بقرة...والآخر يوقف عشر شياه...وآخر يوقف فدان أرض زراعية أغلب أهل القرية أوقفوا الأوقاف للشيخ زنكي... كل حسب طاقته وأصبح الشيخ زنكي حديث أهل القرية ... وطريقتهم في التقرب إلى الله وصار أهل القرية ....... يحلفون بالشيخ زنكي ويقولون: .... وحياة الشيخ زنكي فإذا أردت أن تحلف أحدهم يميناً...... فلا تحلفه بالله.....ولا بالرسول..... بل حلفه بالشيخ زنكي فلو أنه قد قتل قتيلاً..... وحلفته بالشيخ زنكي؛ فسوف يخرج لك القتيل... إكراماً لروح الشيخ زنكي...... ولو أنه يعرف أن ثمن ذلك...... رقبته...... أخذ الشخصان بالعناية بأوقاف الشيخ زنكي واستثمارها؛ لأنهما كانا خدام الشيخ زنكي في حياته؛ فمن الطبيعي أن يقوما على خدمته بعد وفاته في العناية بالوقف واستثماره. وشبع الشخصان......وجرى المال بين أيديهما... نتيجة استثمار الوقف..... وبعد مدة تذكر أحدهم أولاده... فقد كان قد تركهم جياعاً.... بدون طعام فأخذ لهم المال والطعام..... وسافر إليهم ومكث عندهم مدة طويلة.... رجع بعدها إلى قرية الشيخ زنكي طلب من صاحبه أن يعطيه حصته من استثمار الوقف عن المدة التي غابها عند أولاده فأعطاه صاحبه مبلغاً من المال...... وقال له هذه حصتك فحسب حصته في عقله... فوجد أن صاحبه قد سرقه... ولم يعطه سوى جزء يسير منها فتجادلا... فقال له صاحبه: أقسم لك بالشيخ زنكي.....( وحياة الشيخ زنكي ) أن ما أعطيته لك هو حصتك بالدقة فرد عليه: تقسم لي بالشيخ زنكي !!!!!! نحن قد دفناه سوية..... ( بالعامية: ما إحنا دافنينه سوا ) فهو.... حمار...... وتقسم لي......بحمار....
ـــــــــــــــــــ انتهت الحكاية ــــــــــــــــــــــ | |
|