المغني البريطاني السابق كات ستيفنز (يوسف إسلام)الجزء الأول
كاتب الموضوع
رسالة
Special Night الاداره العامه
المساهمات : 144 تاريخ التسجيل : 14/01/2009
موضوع: المغني البريطاني السابق كات ستيفنز (يوسف إسلام)الجزء الأول الثلاثاء فبراير 17, 2009 6:54 pm
مولده ونشاته
وُلِدَ يوسف إسلام تحت اسم ستيفن ديمتري جورجيو في شهر يوليو/ تموز 1947م لأم سويدية وأب من القبارصة اليونانيين. وتربَّى ستيفن في حي ويست إند بلندن في شقة تقع فوق المطعم المملوك لوالديه. ونظرًا لأن والده كان من القبارصة اليونانيين، فإنه كان يعتنق مذهب الأورثوذكس اليونان، لكنه تلقَّى تعليمه في مدرسة كاثوليكية. وحصل ستيفنز على 8 ألبومات ذهبية متتالية، وحازت أغانيه على شهرة واسعة في بريطانيا والولايات المتحدة[1].
نشأ كات ستيفنز في بيئة مرفهة تملؤها أضواء العمل الفني الاستعراضي الباهرة، وكانت أسرته تدين بالمسيحية، ويتحدث عن ذلك قائلاً: "كانت تلك الديانة التي تعلَّمتها، فكما نعلم أن المولود يُولد على الفطرة، وأهله يُمَجِّسانه أو يُهَوِّدانه أو يُنَصِّرانه، لذلك فقد تمَّ تنصيري بمعنى أن النصرانية هي الديانة التي أنشاني والدي عليها. وتعلمت أن الله موجود، ولكن لا يمكننا الاتصال المباشر به، فلا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق عيسى، فهو الباب للوصول إلى الله. وبالرغم من اقتناعي الجزئي بهذه الفكرة إلا أن عقلي لم يتقبلها بالكلية.
وكنت أنظر إلى تماثيل النبي عيسى فأراها حجارة لا تعرف الحياة، وكانت فكرة التثليث أو ثلاثية الإله تقلقني وتحيرني، ولكني لم أكن أناقش أو أجادل؛ احترامًا لمعتقدات والدي الدينية.
وبدأت أبتعد عن نشأتي الدينية بمعتقداتها المختلفة شيئًا فشيئًا، وانخرطت في مجال الموسيقى والغناء، وكنت أرغب في أن أكون مغنيًا مشهورًا. وأخذتني تلك الحياة البراقة بمباهجها ومفاتنها فأصبحت هي إلهي، وأصبح الثراء المطلق هو هدفي؛ تأسيًا بأحد أخوالي الذي كان واسع الثراء، وبالطبع كان للمجتمع من حولي تأثير بالغ في ترسيخ هذه الفكرة داخلي؛ حيث إن الدنيا كانت تعني لهم كل شيء، وكانت هي إلههم.
ومن ثَمَّ اخترت طريقي، وعزمت أن يكون المال هو هدفي الأوحد، وأن تكون هذه الحياة هي مبلغ المُنى، ونهاية المطاف بالنسبة لي. وكان قدوتي في هذه المرحلة كبار مطربي البوب العالميين وانغمست في هذه الحياة الدنيوية بكل طاقتي، وقدمت الكثير من الأغاني، ولكن داخلي وفي أعماق نفسي كان هناك نداء إنساني، ورغبة في مساعدة الفقراء عند تحقيقي للثراء المنشود، ولكن النفس البشرية - كما يخبرنا القرآن الكريم - لا تفي بكل ما تعد به، وتزداد طمعًا كلما منحت المزيد.
وقد حققت نجاحًا واسعًا وأنا لم أتعدَّ سنواتي التسعة عشرة بعدُ، واجتاحت صوري وأخباري وسائل الإعلام المختلفة، فجعلوا مني أسطورة أكبر من الزمن، وأكبر من الحياة نفسها، وكانت وسيلتي لتعدي حدود الزمن والوصول إلى القدرات الفائقة هي الانغماس في عالم الخمور والمخدرات".
رحلة البحث عن اليقين
خاض ستيفنز رحلة طويلة للبحث عن اليقين والسلام النفسي، بدأت بدخوله المستشفى؛ فبعد مُضي عام تقريبًا من النجاح المادي، والحياة الراقية، وتحقيق الشهرة أُصِيب بالسُّلِّ، ودخل المستشفى. وأثناء وجوده بالمستشفى أخذ يفكر في حاله وفي حياته، ويقول عن تلك الفترة: "أخذت أتساءل: هل أنا جسد فقط، وكل ما عليَّ فعله هو أن أُسعد هذا الجسد؟ ومن ثَمَّ فقد كانت هذه الأزمة نعمة من الله حتى أتفكر في حالي, وكانت فرصة من الله حتى أفتح عيني على الحقيقة، وأعود إلى صوابي. لماذا أنا هنا راقدًا في هذا الفراش؟ وأسئلة أخرى كثيرة بدأت أبحث لها عن إجابة. وكان اعتناق عقائد شرق آسيا سائدًا في ذلك الوقت، فبدأت أقرأ في هذه المعتقدات، وبدأت أولَ مرة أفكر في الموت، وأدركت أن الأرواح ستنتقل لحياة أخرى، ولن تقتصر على هذه الحياة. وشعرت آنذاك أني على بداية طريق الهداية، فبدأت أكتسب عادات روحانية مثل التفكر والتأمل، وأصبحت نباتيًّا كي تسمو نفسي، وأساعدها على الصفاء الروحي. وأصبحت أؤمن بقوة السلام النفسي، وأتأمل الزهور، ولكن أهم ما توصلت إليه في هذه المرحلة، هو إدراكي أني لست جسدًا فقط.
وقد ازدادت شهرتي في عالم الموسيقى، وعانيت من أوقات عصيبة؛ لأن شهرتي وغِنَائي كانتا تزدادان، بينما كنت من داخلي أبحث عن الحقيقة. وفي تلك المرحلة أصبحت مقتنعًا أن البوذية قد تكون عقيدة نبيلة وراقية، ولكني لم أكن مستعدًّا لترك العالم والتفرغ للعبادة، فقد كنت ملتصقًا بالدنيا، ومتعلقًا بها، ولم أكن مستعدًّا لأَنْ أكون راهبًا في محراب البوذية، وأعزل نفسي عن العالم.
وبعدها حاولت أن أجد ضالتي التي أبحث عنها في علم الأبراج أو الأرقام، ومعتقدات أخرى، لكني لم أكن مقتنعًا بأيٍّ منها، ولم أكن أعرف أي شيء عن الإسلام في ذلك الوقت، وتعرفت عليه بطريقة أعتبرها من المعجزات؛ فقد سافر أخي إلى القدس، وعاد مبهورًا بالمسجد الأقصى، وبالحركة والحيوية التي تعج بين جنباته، على خلاف الكنائس والمعابد اليهودية التي دائمًا ما تكون خاوية".
حكايته مع القرآن
يقول: "أحضر لي أخي من القدس نسخة مترجمة من القرآن، وعلى الرغم من عدم اعتناقه الإسلام إلا أنه أحس بشيء غريب تجاه هذا الكتاب، وتوقع أن يعجبني، وأن أجد فيه ضالتي.
وعندما قرأت الكتاب وجدت فيه الهداية، فقد أخبرني عن حقيقة وجودي، والهدف من الحياة، وحقيقة خلقي، ومن أين أتيت. وعندها أيقنت أن هذا هو الدين الحق، وأن حقيقة هذا الدين تختلف عن فكرة الغرب عنه، وأنها ديانة عملية وليست معتقدات تستعملها عندما يكبر سنك، وتقل رغبتك في الحياة مثل المعتقدات الأخرى.
ويَصِمُ المجتمع الغربي كل من يرغب في تطبيق الدين على حياته والالتزام به بالتطرف، ولكني لم أكن متطرفًا، فقد كنت حائرًا في العلاقة بين الروح والجسد، فعرفت أنهما لا ينفصلان، وأنه بالإمكان أن تكون متدينًا دون أن تهجر الحياة، وتسكن الجبال. وعرفت أيضًا أن علينا أن نخضع لإرادة الله، وان ذلك هو سبيلنا الوحيد للسمو والرقي الذي قد يرفعنا إلى مرتبة الملائكة. وعندها قويت رغبتي في اعتناق الإسلام.
وبدأت أدرك أن كل شيء من خلق الله ومن صنعه، وأنه لا تأخذه سنة ولا نوم، وعندها بدأت أتنازل عن تكبري، لأنِّي عرفت خالقي، وعرفت أيضًا السبب الحقيقي وراء وجودي، وهو الخضوع التام لتعاليم الله والانقياد له، وهو ما يعرف بالإسلام. وعندها اكتشفت أني مسلم في أعماقي. وعند قراءتي للقرآن علمت أن الله قد أرسل كافة الرسل برسالة واحدة، إذن فلماذا يختلف المسيحيون واليهود؟ نعم، لم يتقبل اليهود المسيح لأنهم غيَّروا كلامه, وحتى المسيحيون أنفسهم لم يفهموا رسالة المسيح، وقالوا: إنه ابن الله. كل ما قرأته في القرآن من الأسباب والمبررات بَدَا معقولاً ومنطقيًّا. وهنا يكمن جمال القرآن، فهو يدعوك أن تتأمل، وأن تتفكر، وأن لا تعبد الشمس أو القمر، بل تعبد الخالق الذي خلق كل شيء. فالقرآن أمر الإنسان أن يتأمل في الشمس والقمر، وفي كافة مخلوقات الله. فهل لاحظت إلى أي مدى تختلف الشمس عن القمر؟ فبالرغم من اختلاف بُعدهما عن الأرض إلا أن كل منهما يبدو وكأنه على نفس البُعد من الأرض! وفي بعض الأحيان يبدو وكأن أحدهما يُغطِّي الآخر! سبحان الله.
وعندما صعد رُوَّاد الفضاء إلى الفضاء الخارجي، ولاحظوا صغر حجم الأرض مقارنة بالفضاء الخارجي، أصبحوا مؤمنين بالله؛ لأنهم شاهدوا آيات قدرته.
وكلما قرأت المزيد من القرآن، عرفت الكثير عن الصلاة والزكاة وحسن المعاملة، ولم أكن قد اعتنقت الإسلام بعدُ، ولكني أدركت أن القرآن هو ضالتي المنشودة، وأن الله قد أرسله إليَّ، ولكني أبقيت ما بداخلي سرًّا، لم أبحْ به إلى أحد. وبما أن فهمي يزداد لمعانيه عندما قرأت أنه لا يحل للمؤمنين أن يتخذوا أولياء من الكفار، تمنيت أن ألقى إخواني في الإيمان".
المغني البريطاني السابق كات ستيفنز (يوسف إسلام)الجزء الأول